الأربعاء، 10 يونيو 2015

عـــــفــواً أيها الــزمـان

أصـبـتُ بـعجــزٍ
جعـلـنـي بـيـن الـنـاسِ
مُـــذلــّلِ
أمـات الحب في قـلـبي
وكـان لـلـنـفـسِ
قـــاتــــل ِ
ما كنت يوماً ذلـيـلاً
وما كنت بين الناس يوماً
مُـقــلــّلِ
قطعتُ بحاراً وصحراء ِ قحطٍ
وكنت على الموت
مُقبل ِ

ما هـبـتُ يوما وحوشاً
ولا هـبـتُ يوماً من جُـحـفـــلِ
وما بكت عـيناي يوماً
وكنتُ لـدمعي دوماً
مُهـمِـلِ
كـنـت بـيـن قـومي معـززاً
كـنـت بـيـنـهـم
مُهـلـهـلّ ِ
رمى بي الدهر من
على سرجي وتركـني
مُـعـلــــّلِ
جـار الـزمـان ومـا كـنتُ
يـومـاً فـي زماني
مُـــدَلـــّل ِ
وما أكثر الأصدقاء
حـيـن تكون بالنجاحِ
مُكـــلــــّلِ
منزلي لـلناسِ كان حجاً
وكنت للحجـيجِ
مـُسـتـقـبـلِ
كنتُ للخمر عاشقا
وكنت لـلنساءِ فـارسـا
مُـجــلـــــّلِ
كـنـتُ لـلـنسـاءِ فـاتـنـاً
وكـنـتُ لأعـدائـي
مـُـجــنــدلِ
كـنـتُ لـلـنـسـاءِ مـنـبعـاً
وكـنـتُ لـلـحـب
مـشــــتـــلِ
دعـتني إلى خمـرٍ إلى لهـوٍ
دعـتني إلى طـعـامٍ
مُـفـلـفــلِ
دعـتني إلى عشـقٍ إلى فسـقٍ
دعـتني إلى لـيـلٍ مـُجـمّــلِ
امـرأة إن تـمـايـلـت
أفاق مـن بــقــبــرهِ
مـُــســــدلِ
كـنـت لـعـنـاقـهـا مـتـشـوقـاً
وكـم كـنـتُ بالـقـُـبلِ
مـُذهـلِ
فـما اكـتـفـيـتُ يـوماً
من عـنـاقٍ فـانـا للأعـنـاقِ
مـُذبــلِ
احـتـضنـتهـا طـوالِ لـيـلٍ
ومـا كـنـتُ عـنهـا
بـِـمـعـزلِ
لـهـوتُ بـمـا بـانَ مـنـهـا
ونــزعـتُ عــنهـا
المُخـمــلِي
وحــيـن اطـلَ نـهـدُهـا
سـاقـنـي إليه كجواد
مُـفـحِــلِ
سـاقـني إلى ظلالٍ …
سـاقـني إلى كُـفـرٍ
مُـثـــقـلِ
ولـي عـلى الـنهـودِ طـاعـةٌ
فـانـا لـلـنـهــودِ مُــدَلـِـل ِ
تداعيتُ من خمرها
وكان خمرها كالماءِ في
جـدولِ
أصغـيرتي كـفى …
كـفـاكِ رقصاً حـبيـبـتي
فـأنـزلي
ما عـدتُ أريد خـمركِ
ونسائـُـكِ أيتها الحياةَ
فارحلي
أنـا مـن كـان لـلقـرآن حـافـظـاً
وأنا من كان لهُ
مـُرتـلِ
عــفــواً أيـهـا الـزمـان
فـكـم كـنـت بـالـذنـوبِ
مـُحّــمــلِ
تـداعـيـت
واكـتـفـيـت مـن عـجـزٍ
جـعلـني بين الناسِ
مُـذلـلِ